مفهوم ثورة الحسين في
فكر المرجع الديني الأعلى السيد الصرخي الحسني
بقلم ابو حيدر البولاني
الـحســـين كشخص
معصــوم مفـتـرض الطاعـــة قتل فعلــينا ذرف الدمــوع عــلى تــلـــك الحــادثة
المأســــاوية الحـــزينــــة ،لا بــل إن طــف كربلاء تمــثل الخير والــــشــر
والصــراع بينهــمــا منـذ خــلــق آدم إلــى يـــوم الــديـــن ، فـــي الأرض و
السمــاء عنــــد أهــل الأرض وعــنــد سكــان الســماء ، وان الإمـــام الحــسين
يمــثـل الصــدق و الحـــق و القســيم و المحك بين الخــير والشر و الجنة و
النــار و فــي جميع تلـك العوالم ، وبعـد إثبات ذلك يصبح الأمر واضحاً إن ًحركـة
التمهيــد المهـدوي واليــوم الموعـود المقــدس والإمام المنتــــظر(عليه السلام)
ودولــته الإلهية العـادلة ،كلها جزء من الحركة الحسينية وامتـداد لها فالحركة
الحسينية وقائدها(عليه السلام) و الحركــة المهدوي و قائــدها هي الــهدف و الغاية
المقدسة التي وجدنا بل خلقت السماوات والأرض من اجلـها والتـي ننال بها القرب
والرضا الإلهي والتفـضل والتشــرف للكـون في الحضــرة القدسـية للجليل الأعلـى
(جلت قدرته) مع الأنبياء والأئمة والصالحين(صلوات الله عليهم أجمعين) —من أقوال
المرجع الديني السيد الصرخي الحسني(دام ظله
نفهم أن نستحضر دائما
الهدف الذي نثابر من اجله ولا نفشل في التراخي عنه قبل تحقيقه بل والحفاظ عليه حتى
بعد تحقيقه . وهذا ما بينه سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد
الصرخي الحسني (دام ظله ) في بعض محاضراته التي قررت على شكل بحث تحت عنوان ( عصمة
الزهراء ) حيث يقول : " لا نريد ذلة وخنوع وتخاذل وهروب من الزحف والنصرة العلمية بدعوة
التقية خصوصا طلبة الحوزة ، إلى متى نبقى نلتزم جانب التقية لكل الأمور وتفاهتها وهذا
ليس صحيحا ، فعندما نسمع بشخص يلتزم جانب التقية ليس أمامنا إلا أن نرجع به
وبأنفسنا إلى موقف الحسين (عليه السلام ) حين قال : (هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه
جملا ) .... وبكل تأكيد إن من تخلف عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) ملعون ...
نعم ملعون حتى لو أذن له الإمام (عليه السلام ) .. فالإذن من الإمام الحسين عليه السلام لا يراد به أبراء ذمة المنسحب والمتخلف
المتخاذل ... فمن سمع واعية الحسين (عليه السلام ) كيف ينسحب ويهرب ويتخاذل ؟؟ إذن
الإمام ( عليه السلام ) في مقام الغربلة والتمحيص ومقام تزكية وتطهير معسكره من أي
شائبة ولوث في الفكر أو النية فلا يريد أن يأتي معه احد حياء فلا تكون نيته صادقة
خالصة فلا يكون على خير ولا يكون من أهل الجنة ... وأنا الحقير على نفس النهج
عندما أقول لشخص أنت مأذون اقصد أنت لست بشجاع أنت لا تريد أن تنصر الحق ... وهل
الحق يحتاج إلى أذن حتى تنتصر له ؟؟ وأريد أن أقول لا تخف ولا تخف وتتنكر خوفا من
أن يراك الآخرون في هذا المكان فيترتب الضرر عليك من قطع راتب أو تقليله أو
محاربته اجتماعيا كتشويه السمعة والتفسيق ونحوه ... عليك أن ترفع رأسك واهتمامك ليعلم
الناس انك تصل إلى أهل الحق وتنصر الحق ... لماذا هذا الجبن والى متى ؟ " (
انتهى كلام السيد ) . ولمزيد من التوضيح نستدعي بعض خطاب الحسين عليه السلام في
ليلة عاشوراء حيث قال لأصحابه ... ( ألا وأن القوم لا يطلبون غيري ولو ظفروا بي
لذهلوا عن غيري وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ) وينبثق من هذا الخطاب تساءل مهم وهو لماذا القوم يطلبون الحسين عليه السلام
؟ الجواب لأن الحسين عليه السلام صاحب قضية وبالتالي فان كل صاحب قضية مطلوب لهم .
ولا يعقل إن الحسين عليه السلام يأمر أصحابه بالانصراف وهو يعلم إن قضيتهم قضيته
وإنهم مطلوبون لأعدائه كما هو مطلوب لهم وبالتالي فان خطاب الحسين عليه السلام
موجه لشريحة خاصة إن وجدت بين أصحابه وإذا لم توجد فليس مشمولا بالخطاب أي احد
منهم وهذا ما حصل واقعا إذ لم ينصرف أي احد منهم ويشهد لذلك إن الحسين عليه السلام
لم يكرر الخطاب والأمر بالانصراف بل انه شكر سعيهم إذ قال ( لا اعلم أصحابا خيرا
من أصحابي ) ويتجلى فهم الأصحاب لخطاب الحسين عليه السلام من خلال قولهم ( أنتركك
لنحيا من بعدك ؟ قبح الله العيش من بعدك ). وببيان آخر ، إن المراد من خطاب الحسين
للأصحاب ما يلي :
1- إن الإمام الحسين عليه السلام أراد بهذا الخطاب أن يتكفل الأصحاب بأنفسهم فهم التكليف الشرعي الملقى على عاتقهم وهذا هو عين الاختبار والتمحيص الفكري .
2- من يعتقد بنفسه من الأصحاب انه ليس بصاحب قضية فهو مأذون بالانصراف بل مأمور بالانصراف وذلك لان الإمام الحسين عليه السلام في مقام تطهير النفوس والنوايا ، وعدم انصراف الأصحاب دليل على فهمهم النقي لمراد الحسين عليه السلام إذ برهنوا من خلال صمودهم إن القضية ليست مناطة بالحسين (عليه السلام) وحسب بل هي قضية حق ويقع على الجميع مسؤولية الذود عنها والتضحية لأجلها ، وبالتالي فان خطاب الحسين عليه السلام بالانصراف ليس موجها لأي احد منهم .وبعد هذا البيان يفترض بكل من يرغب أن ينتصر للحق ويثبت على نصرته أن لا يغفل ولا يتكاسل في فهم مراد الجهة الشرعية المباركة وتطبيقه وبالتالي لا يكون فريسة للغباء والجبن .
1- إن الإمام الحسين عليه السلام أراد بهذا الخطاب أن يتكفل الأصحاب بأنفسهم فهم التكليف الشرعي الملقى على عاتقهم وهذا هو عين الاختبار والتمحيص الفكري .
2- من يعتقد بنفسه من الأصحاب انه ليس بصاحب قضية فهو مأذون بالانصراف بل مأمور بالانصراف وذلك لان الإمام الحسين عليه السلام في مقام تطهير النفوس والنوايا ، وعدم انصراف الأصحاب دليل على فهمهم النقي لمراد الحسين عليه السلام إذ برهنوا من خلال صمودهم إن القضية ليست مناطة بالحسين (عليه السلام) وحسب بل هي قضية حق ويقع على الجميع مسؤولية الذود عنها والتضحية لأجلها ، وبالتالي فان خطاب الحسين عليه السلام بالانصراف ليس موجها لأي احد منهم .وبعد هذا البيان يفترض بكل من يرغب أن ينتصر للحق ويثبت على نصرته أن لا يغفل ولا يتكاسل في فهم مراد الجهة الشرعية المباركة وتطبيقه وبالتالي لا يكون فريسة للغباء والجبن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق