الموت وما بعد الموت
ورد في الحديث عن إبراهيم (عليه السلام) لقي ملك فقال من أنت قال ملك الموت
– أنا ملك الموت -قال إبراهيم (عليه السلام) تستطيع أن تريني الصورة التي تقبض
فيها روح الفاجر -قال ملك الموت لا تطيق -قال إبراهيم (عليه السلام) بلى -قال ملك
الموت فأعرض عني فأعرض عنه ثم التفت إليه فإذا هو رجل اسود قاتم الشعر منتن الرائحة
اسود الثياب يخرج من فيه ومن مناخره النيران والدخان فغشي على إبراهيم (عليه
السلام)ثم أفاق وقد عاد ملك الموت إلى حالته الأولى فقال إبراهيم (عليه السلام) يا
ملك الموت لو لم يلقى الفاجر إلا صورتك هذه لكفته فأين نحن من نبي الله وخليل
الرحمن إبراهيم عليه السلام (عله السلام)وقد جرى له ما جرى حين رأى ملك الموت بتلك
الصورة المرعبة المخيفة والمفزعة -----------
فهل نتعض ونترك الإعمال التي تؤدي بنا لنكون من الفجار أصحاب الإعمال الإجرامية
من ظلم وكذب وخداع ونفاق وسرقة أموال الناس وقتل وتفجير وتهجير والمتاجرة في أرواح
البشر أطفالا ونساء وشيوخ وترك الواجبات الشرعية ومن أهمها إتباع المرجع الأعلم
وتقليده الذي أوصانا أئمتنا المعصومين بالبحث عنه وتقليده وإتباعه وإطاعة الأوامر
التي تصدر عنه لأنه هو في عقيدتنا النائب للمعصوم (عليه السلام )الراد عليه كالراد
على الإمام والراد على الإمام كالراد على الله--
نعم تركنا الأعلم وقمنا بأتباع الجهّال وعلماء الضلالة وقد وصل بنا الأمر إلى
إجراء أحكام ما انزل الله بها من سلطان على الناس الأبرياء والإفتاء بقتلهم
وتكفيرهم واستباحة دمائهم وهتك أعراضهم كل هذه الأمور نقترفها ونحن نضحك ونلهو وقد
مررت في عجالة على موضوع الموت في رسالة المرجع الديني الأعلى العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في كتاب
الطهارة وقد أرعبني ما قرأت وهو يقول كيف يضحك العاقل وكيف ينام وهو يقترب من
الموت - وذكر الموت وينغص المطعم والمشرب ويجعل المرء يغص بريقه ويقلق ويمنع رقاده
--وكيف ينام العاقل وملك الموت لا ينام -- لا بالليل ولا بالنهار ويطلب قبض روحه
بالبيات أو في آناء الساعات -حتى يدنو يومه من حتفه -وقد أحدق به ملك الموت يعالج
يعالج سكرات الموت تدور عيناه يمينا وشمالا لا ينظر إلى أحبائه واو دائه وإخلائه
قد منع من الكلام وحجب عن الخطاب -- ينظر إلى نفسه حسرة فلا يستطيع لها نفعا ولا ضرا
-فينزل به هادم اللذات وهو اشد من ملك الموت -واشد من نشر بالمناشير وقرض بالمقايض
ورضخ بالأحجار وبالموت يسكت نجيّكم ويفرق نديّكم ويعفي أثاركم -- ويعطل دياركم
-- ويبعث ورّاثكم ومع هول الموت وفزعه
ومراراته أمام الانتقال والمجهول والحياة الأخرى وطول المقام وخوف الحساب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق